كانت وجهة جميع الوسائل الإعلامية والمحلليين والسياسيين متجهة إلى جنيف التي يعقد فيها المرحلة الثانية من المباحثات , من أجل إيجاد حل للأزمة السورية بإجراء حوارات بين ما يسمى بالائتلاف المعارض التابع لرياض وأنقرة والنظام السوري , فيما لم يتم دعوة الأكرد لهذه المرة أيضا بسبب فيتو تركي سعودي , لكن ومع عقد مؤتمر مدينة رميلان في غربي كُردستان والتي ترسم ملامح النظام الاتحادي الديمقراطي لمناطق غربي كُردستان , توجهت جميع الأنظار والوسائل الإعلامية والمحلليين إلى مدينة رميلان لترقب ما سيخرج به المجتمعون من هذا المؤتمر الذي يحدد مصير المناطق الكُردية التي يطبق فيها الإدارة الذاتية .
ومع عقد المؤتمر كشف السلطان العثماني رجب طيب أردوغان عن تخبطه كون ملامح يتم رسمها في المؤتمر المنعقد في رميلان , وتوجه بانتقادات إلى الدول الغربية وروسيا متهما إياهما بدعم ما وصفه بالتنظيمات الإرهابية الكردية، وفي مقدمتها حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.
ومن جانبها نشرت وكالة رويترز تقريراً عن هذا المؤتمر بعنوان ” وثيقة كردية ترسم ملامح لنظام اتحادي ديمقراطي في شمال سوريا رميلان” وجاء في التقرير : أوضحت وثيقة أطلعت عليها رويترز أن مؤتمرا منعقدا في المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في شمال سوريا يوم الأربعاء يهدف لإقرار “النظام الاتحادي الديمقراطي لروج آفا- شمال سوريا”.
وتوقعت الوثيقة فشل محاثات السلام السورية الجارية في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة.
وترسم الوثيقة التي صاغتها لجنة للتحضير للاجتماع تصورا “لمناطق من الإدارة الذاتية الديمقراطية” ستدير شؤونها الاقتصادية والأمنية والدفاعية. وقال الدار خليل وهو مسؤول كردي سوري وأحد منظمي المؤتمر في بلدة رميلان إنه يتوقع أن يقر الاجتماع النظام السياسي الجديد وأن تكون “الديمقراطية الفيدرالية” أفضل نظام.
وأضاف لرويترز أن تفاصيل النظام ستحدد في وقت لاحق. وتدعو الوثيقة إلى إقامة “النظام الاتحادي الديمقراطي لروج آفا- شمال سوريا.” وروج آفا هو الاسم الكردي لشمال سوريا.
وفي سياق متصل توجه السلطان العثماني أردوغان بإنتقادات إلى الدول الغربية وروسيا متهما إياهما بدعم ما وصفه بالتنظيمات الإرهابية الكردية، وفي مقدمتها حزب العمال الكردستاني التي تحارب تركيا منذ عقود من أجل بناء كيان كردي في مدن شمال كردستان.
جاء ذلك في كلمة ألقاها في إحدى الفعاليات في أنقرة، الأربعاء 16 مارس/آذار،حيث قال أردوغان إن “القوى التي تغذي هذه التنظيمات التي وصفها بالارهابية مختلفة”، زاعما أن الغرب وروسيا هما اللذان يمدان هذه التنظيمات بالأسلحة.
وتابع السلطان قائلا مستطردا بكلامه الى الوضع الكردي الداخلي في محاولة منه لخدع الشعب الكردي والرأي العام بالقول :” أن جزء صغير من أخوتنا الأكراد في سوريا يدعم التنظيمات الإرهابية، ( كحزب العمال الكردستاني ) (حزب الاتحاد الديمقراطي)، إضافة الى القوات المسلحة التابعة لهم حسب قوله التي يقوم أردوغان بالهجوم عليهم في كل شاردة وواردة في أحاديثه.
وأضاف أن تصنيف هذا التنظيم أو ذاك بالإرهابي ليس كافيا، بل ينبغي القبض على الإرهابيين وتسليمهم لتركيا. وشبه أردوغان هذا الوضع الذي تعيشه البلاد حاليا بحرب الاستقلال التي خاضتها تركيا، في السنوات 1919-1923.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أعلن سابقا أن موسكو ترى ضروريا إجراء تحقيق حول انتهاك تركيا لحقوق الأكراد، قائلا إن القادة الأتراك حملوا الأكراد مسؤولية الهجوم الإرهابي الأخير في أنقرة قبل إتمام التحقيق فيه، كما أنهم يتخذون هذه التهم ذريعة لقصف المناطق الكردية في سوريا.
وتأتي هذه التصريحات من أجل تشويه صورة الأكراد ولفت الأنظار العالمية إلى أن الأكراد إرهابيين ولا يحق لهم بناء فدرالية على مقربة من حدودها .