ولفت التقرير الأنظار إلى أن الكورد في سوريا حققوا نجاحا منقطع النظير في دحر داعش في العديد من الأماكن داخل سوريا .وأن لهم خلافات عميقة مع بشار الأسد و لكن عدوهم المشترك هو داعش وبقية التنظيمات الأرهابية المتواجدة في سوريا . وتابع التقرير ،الاشادة بالشعب الكوردي والتعاطف مع قضيته المحقة قائلا :الأكراد شعب عريق و قديم و لهم جذور عميقة في التاريخ تمتد لآلاف السنين ويتجاوز تعدادهم 45 مليون نسمة ،منهم 20 مليون يعيشون في كردستان تركيا و لا يملكون حتى ألآن دولتهم الخاصة بهم ، أما في سوريا ،لم يكن معترفا بهم ،لكن بعد عام 2011 انشأؤا إدارتهم الخاصة بهم و أصبحوا حالة وواقعا على الأرض و ليس بإمكان أي أحد أنتزاعها منهم و لهذا حتى نظام بشار الأسد مستعد للإعتراف بهم قانونيا و لكن ضمن وحدة الأراضي السورية .
أما في تركيا فلا زالت الأنظمة المتعاقبة تنكر وجودهم ولا يوجد أي أعتراف بحقوقهم أو حقوق غيرهم فالدستور التركي يعترف فقط بالشعب التركي الواحد و العلم الواحد و القومية الواحدة ، تركيا تحاول حل القضية الكردية بطريقة واحدة فقط و هي ; صهرهم و أمحاء هويتهم و ثقافتهم عن طريق القمع و القوة لكي يصبحو أتراكا كما فعل أتاتورك سابقا معهم ،المناطق الكوردية في تركيا ،لا يوجد فيها أية مقومات للحياة الكريمة ، لا يوجد فيها لا مصانع و لا معامل و البنية التحية فيها تفتقر الى أبسط مقومات الحياة ، لهذا البطالة فيها عالية جدا مما يدفع بهم إلى الهجرة القسرية ،بعد مجيئ أردوغان الى الحكم و لكي يحصل على أصوات الكورد في الأنتخابات ، سمح لهم التكلم بلغتهم فيما بينهم و أعطاهم بعض الحقوق البسيطة و لكن بعد أن اعطى غالبية الأكراد أصواتهم في الأنتخابات 7 حزيران 2015 لممثلهم حزب HDP أنقلب أردوغان و شن عليهم الحرب الضروس لكسر شوكتهم والانتقام منهم .
صراع الكورد مع تركيا صراع قديم و مرير ، منذ عام 1984 يخوض حزب العمال الكردستاني كفاحا مسلحا و حربا ضروس ضد الحكم التركي للأعتراف بحقوقهم وأعلن خلال هذه الفترة وقف إطلاق النار من جانب واحد خمس مرات لإحلال السلام وحل القضية عبر المفاوضات ، لكن الحكومات التركية المتعاقبة كانت تتعمد أفشال هذه الخطوة .
تركيا أستغلت ظهور داعش لصالحها و دعمتهم ضد الكورد في سوريا وجغرافية الكورد في سوريا قريبة جدا من عاصمة داعش في الرقة ، لهذا يجب على روسيا أن تسرع الخطى لجذبهم إلى جانبها بأسرع وقت والعمل معهم على تحرير الرقة من داعش قبل أن يفعلها الأمريكان ،هذا مهم جدا و يجب أن تكون هذه الخطوة من أولويات روسيا في هذا الوقت الحساس،خاصة وأن للكورد علاقات وثيقة مع روسيا و هم ينتظرون مساعدة موسكو لهم وإذا كسبت روسيا الكورد في سوريا إلى جانبها ستكون قد كسبت القوة القتالية الضاربة على الأرض ضد الأرهاب إلى جانبها ، لكن يجب على روسيا أن لا تنسى إن الأكراد حلفاء لأمريكا وهي تساعدهم بالتغطية الجوية و بعض الأسلحة ومن الصعب جدا أن تتخلى عنهم لصالح روسيا لأنهم منفتحون و معتدلون و ماهرون و أشداء في القتال و أثبتوا وجودهم القوي في المعارك ضد داعش و يعتبرون حاليا القوة الوحيدة القتالية الضاربة على الأرض التي تعتمد عليها أمريكا في حربها ضد داعش في سوريا ،لذلك دعمتهم مؤخرا بخبراء عسكريين لتدريبهم و التنسيق معهم أكثر ورصد الأحداثيات للطائرات ،إلا أن أمريكا لا تسمح لهم بتخطي نهر الفرات غربا لكي يوصلوا كوباني بعفرين و ذلك إرضاء لحليفتها تركيا و لهذا الأكراد منزعجون من هذا و ينظرون إلى موسكو كحليف مستقبلي لا مشكلة و لا مانع لديها في تخطيهم غرب نهرالفرات لكي يوصلوا مقاطعة كوباني بعفرين .
وذكر التقرير أن الكورد السوريين قدموا مؤخرا طلبا لفتح سفارة لهم موسكو و هم يؤيدون العملية العسكرية الروسية ضد الارهاب في سوريا .
وقد ختمت القناة تقريرها بالقول : يزداد حظوظ الأكراد أضعافا لتحقيق حلمهم في بناء دولتهم و ذلك بعد دورهم الفاعل والبطولي في محاربة داعش ويتحتم على العالم مساعدتهم في مسعاهم المحق ردا للجميل .