سلطت صحيفة "موسكوفسكي كومسموليتس" الروسية، الضوء على قرار الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بحسب جزء كبير من قواته الموجودة في سورية، معتبرة ذلك "خطوة مفاجئة مثلما فعل عند إعلانه إرسال القوات الى سورية".
وعلى الرغم مما أحدثه قرار "بوتين" من ردود أفعال وتحليلات إلا أن الصحيفة ترى "من السابق لأوانه الحديث عن النتائج النهائية لدور هذه القوات في سورية، فقرار سحبها يجب الترحيب به"، حسب قولها.
وتسرد الصحيفة بعض التحليلات محاولة تفسير وفهم قرار الرئيس "بوتين" الذي وصفته بـ"أستاذ المفاجئات"، وتشير إلى أن "روسيا تمكنت من الإفلات من الفخ السوري الذي ربما كانت عواقبه على البلاد نظريا اسوأ من حرب أفغانستان"، واعتبرت أن "روسيا تنسحب من سورية مرفوعة الرأس منتصرة، وكدولة عظمى تمكنت من تغيير مسار الحرب الأهلية في سورية ولم تسمح بسقوط دمشق على يد المتطرفين"، حسب وصفها.
وتشير الصحيفة إلى 3 تحليلات تعتبر حقيقتهما مرة ومؤلمة على نظام بشار الأسد، إذ تقول إن "الرئيس الأسد كان يود بقاء روسيا، ولكن مصالح روسيا لا تتطابق مع مصالحه، حيث بالنسبة لروسيا كان من المهم عدم السماح بتطور الأحداث ناحية تدمير كافة المؤسسات والبنى التحتية للدولة السورية. وهذا ما تم تحقيقه فعلاً".
كما تقر الصحيفة في أن إصرار المعارضة السورية على رحيل الأسد عن السلطة يلقى صدى عند الإدارة الروسية، حيث قالت: "تواجه روسيا اليوم مهمة جديدة – العمل على بقاء سورية دولة علمانية. فأعداء وخصوم الأسد كثر وهم لا يمكنهم أن يوافقوا على بقائه رئيساً للدولة. وروسيا في مفاوضات جنيف بشأن الأزمة السورية وافقت على إرجاء مناقشة مسألة استقالته، وإن قرار سحب القوات لدليل على جدية نوايا موسكو".
وتتساءل الصحيفة الروسية بعد حديثها عن استمرار نشاط تنظيم "الدولة الإسلامية" في سورية رغم الضربات الموجهة إليه: "هل علينا أن نحل مكان المجتمع الدولي؟ هل علينا أن نقوم بدور الجندرمة الدولية؟ وهل علينا تحمل عبء المسؤولية عما يجري في الشرق الأوسط؟". وتجيب بالنفي القاطع.
وتعتقد أنه من "المهم جداً في السياسة الدولية وفي العلاقات بين البشر الحضور والمغادرة في الوقت المناسب. لقد عملت روسيا كل ما في وسعها في سورية". وتضيف الصحيفة بطريقة تمّن فيها على نظام الأسد بالقول: "بعد أن كان نظام الأسد في الخريف الماضي على وشك السقوط في أي لحظة، ولم يكن بإمكانه سوى التفاوض بشأن شروط استسلامه ومصيره، أصبح اليوم قوياً، ويتفاوض كرئيس قوي وجيشه يحقق الانتصارات في ساحات القتال"، حسب قولها.
وتساءلت الصحيفة أيضاً عما إذا فشلت مفاوضات جنيف المنعقدة حالياً، وما الذي ينبغي على روسيا فعله حيال ذلك لا سيما إذا عادت الأمور لنقطة الصفر، وتقول: "إذا لم يتم التحكم بتطورات الأحداث في سوريا فسيكون هذا ضربة قوية توجه لهيبة موسكو في المحافل الدولية، وسوف نظهر وكأننا من السذاجة بحيث لا نعلم كيف نتصرف".
وترى أنه "من الأفضل عدم التطرق الى هذه الأمور قبل الأوان. المهم أن العمليات الحربية للقوات الجوية الفضائية الروسية انتهت أو قاربت على الانتهاء. ولكن مهمة روسيا السياسية في سوريا مستمرة.".
كما اعتبرت أن قرار "بوتين" بسحب القوات الروسية من سورية يزيل مخاوف اندلاع حرب عالمية ثالثة. كما أنه يخفض احتمال وقوع صدامات حربية روسية-تركية في سورية. "وهذا القرار يعطي موسكو فرصة لتحسين العلاقات مع الغرب ومع بلدان الشرق الأوسط. فهل ستتمكن موسكو من استغلال هذه الفرصة، وهذا هو الأمر المهم هنا طبعا؟". تتساءل الصحيفة.
0 التعليقات
